مدحت بأنفاس معدودة الشيطان :دور على أهلك يا ابنى.
شهقاتان بعنف مرة من رقية والاخرى من خجل وهو تجمد بمكانة ومدحت تشاهد و اغمض عيناه.
الشيطان بهدوء : انت نمت لية.. ما هى عماله تقولك نام نام وانت مش عاوز.... اقترب منه وبدأ فى هزة بعنف... اصحي هنا وكلمنى وقولى انت قصدك اية.
اقتربت خجل بحذر ووضعت أصباعيها مكان نبض مدحت.
نظرت الشيطان بدموع : البقاء لله.
صرخ الشيطان فى غضب فزعهم ووصل لجميع من فى القصر : برة كله برة مش عاوز اشوف اى حد هنا.
خرج جميعهم فى خوف وجلس هو بجانبة.
الشيطان بحزن :قعدت تبصلى كتير اوى بشفقة وحزن وانا معرفش لية....ياريتك ما كنت قتلتلى...انت لية عملت كدة ولا وانت عايش مريحنى ولا حتى وانت ميت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيام العزاء تمر وهو كالصخر يقف ويقبل التعزية من الجميع.... يتابع جميع من حولة بدقة،بدقة جدا .
فى اليوم الثالث والاخير لمح ماجد الكوخى ينزل من سيارتة ويتقدم منه.
ماجد :البقاء لله.
الشيطان : ونعم بالله..خلى بالك عشان قريب هنعزى فيك.
ابتلع ريقة فى خوف : لية بتقول كدة.
الشيطان بهمس : عشان تقرب من ربنا فى أيامك الاخيرة.
ترك يدة الشيطان ودخل ماجد وجلس.....انتهى العزاء بقام مرة أخرى واقترب من الشيطان دارت بينهم حرب نظرات كل شخص ينظر للأخر بنظرات مخيفة للجميع ولكنهم يفهمون بعضهم.
تحرك ماجد وسار تجاه المكان الذي رُكِنت به سيارته وفى طريقة اليها لمح رقية قادمة.
ضحك بصوت عالى واستمتاع :ازيك يا رقية هانم...ولا اقول الخدامة رقية.
رقية : ماجد؟! احترم البيت اللى انت فيه يا ماجد وامشي من هنا.
ماجد : تصدقى ان مدحت دة طلع ذكي جدا..ولا عمرى كنت اتخيل انه ممكن يفكر بكل الذكاء دة.
نظرت له بعدم فهم ولكنها حركت رأسها فى عدم اهتمام وسارت من امامة.
وصلت الى الشيطان بعدما تأكدت من خلو الرجال من حولة.
رقية :حضرة الشيطان...حضرتك مش هتدخل جوا .
الشيطان :رقية انتى كنتى تعرفى اية؟
ارتبكت وتلعثمت فى الكلام.
الشيطان :انطقى يا رقية.
رقية : انا فى حاجات اعرفها بس صدقنى مش هقدر اقولها غير لما تتفتح الوصية.
الشيطان بغضب :يعنى كنتى بتستغفلينى.
رقية :يبنى دى وصية ميت مقدرش منفذهاش ولا حتى انت تقدر تكسرها.
الشيطان : انا عاوز أعرف أنا مين فى لحظة حياتى بقت مجهولة.
رقية: يا ابنى انا عرفت من قريب...هو كان حاسس بأجله عشان كدة قالى عشان اكون جمبك.
الشيطان :أمشي يا رقية لوسمحتى.
رقية :انت اللى هتيجى معايا عشان تتعشي انت من الصبح مكتلش حاجة خالص.
الشيطان : رقية متعرفيش اية اللى حصل فى حمام السباحة.
رقية : عامل الصيانة قال حصل انسداد فى الصرف بتاعه .
الشيطان : طب والريحة الوحشة.
رقية :الرجال قال فى حاجة فى المواسير اتخمرت وبعدها عفنت وهى اللى عامله الريحة الوحشة دى.
الشيطان :طب تعالى نروح نشوفة وبعدها نتعشي.
ذهب معها وما ان اقترب من حمام السباحة حتى سمع التالى .
دنيا بهمس :يلا بقي يا خجل بطلى خوف بدل ما بابى يجي ويشوفنا.
روح :خليكى كدة يا خجل لغاية ما نتقفش اخلصي بقي انتى خايفة لية؟
خجل :احنا كل مرة كنا بنرمى اللبن فيها هنا كان لأما بيكون هو نايم او الشركة لكن دلوقتى هو هنا افرض بعد ما رمينا شافنا.
دنيا :مش هيشوف دة احنا كمان هنعمل بقي اننا شربناه واننا ابطال.
خجل بخوف :انا شامة ريحة ابوكى يا دنيا.
دنيا بسرعة :طب يلا نرمى...واحد اتنين تلات .
ثلاث ثوانى ورموا اللبن فى الصرف الخاص بحمام السباحة وفى لحظات كان هو يرميهم فى حمام السباحة.
سقطوا الثلاثة صارخين والتفوا.
الشيطان :وبما انكوا السبب فى اللى حصل فى البسيين صلحوه انتوا بقي.
دنيا :فى حد يهظر مع حد كدة يا بابى.
الشيطان :دة انتى استنينى لما تطلعى بس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت الايام وخجل تلاحظ صمت الشيطان الدائم....وجهه حزين وان حدثة آحد يرد علية بوجوم ....تلاحظ اضطرابة عندما يكون وحيداً...اصبح يهتم بالتواريخ وينتظر بفارغ الصبر اليوم السابع من الوفاه لفتح الوصيه...يكاد يجن مما حدث،اصبح لا يعلم أهلة،ومدحت يطلب ان تكون رقية وروح وخجل من ضمن الحاضرين أثناء فتح الوصية.
دنيا تتسائل كل يوم عن مدحت، لما لا تراه ولما لا يسئل عليها...تحاول خجل بشتى الطرق ان تخبرها بوافته ولكن بطريقة تناسب سنها وبرأتها.
رامز وروح يتقاربان من بعضهم البعض بشكل كبير....أصبح من اللازم ان يعرف جزء كبير من تفاصيل يومها وكذلك هى...أحياناً يجلس معاها يذاكر لها....تنظر له بنظرة مختلفة...تتمنى لما يدوم وجودة فى حياتها.
اما بالنسبة لخجل والشيطان فهو طلب منها عدم التحدث معه اطلاقاً حتى فتح الوصية ورؤية ما بداخلها.
اما هى فتشعر به طفل صغير حزين لا يقدر على ترك امه...ترى ان وفاة مدحت آثرت علية ولو حتى كانوا لايوجد بينهم صلة قوية كالمفترض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى يوما دخلت علية الغرفة وجدتة جالس وسط ظلام من كل جانب يدخن بشراهة وكل شئ حوله عبارة عن دخان وفقط.
دخلت بأرتعاش وجلست أسفل قدمة تنظر له بخوف وهو ينظر لها بجمود.
خجل :انا كنت عاوزة اقول لحضرتك على حاجة...
الشيطان بصوت ضعيف : قولى.
خجل : من ساعة وفاة مدحت بيه وحضرتك زعلان اوى كدة...انا مقدرة ان حضرتك حزين علية بس هو راح مكان افضل.
الشيطان : وانتى داخلة عشان تقوليلى الكلمتين دول.
خجل :بصراحة لا حضرتك انا عارفة انك ممكن تكون مش عاوز تشوف وشي وانا مش عارفة انا اية اللى وصلك عنى....بس بس انا من ساعة ما دخلت القصر هنا وانا واللهى عمرى ما آذيت ولا فكرت حتى آذيك انت او دنيا.
الشيطان :عاوزة تقولى اية يا خجل على طول.
خجل : انا معرفش مدحت بية كتب أية فى الوصية يستدعى انى اكون انا وروح موجودين ساعة فتحها بس هنعرف هو بكرة سابع يوم وهنفتحها.
الشيطان : انتى تعرفى عنى اية؟....او هو عرفك عنى اية؟
خجل :هو قالى انك انت وبابا اعداء وقال كلام انا مش فهمتوا وقالى فى الوقت اللازم حضرتك هتفهمنى.
الشيطان بأنزعاج :انتى لية عماله تقوليلى حضرتك حضرتك كدة.
خجل بأرتباك :متعودتش اكلم حد غير بكدة .
الشيطان :انا جوزك ومن حقى عليكى لما اطلب حاجة تنفذيها صح؟
لم تلاحظ منذ دخولها الى الغرفة انه ثمل وفى حاله ثماله كبيرة.
عندما تكلم بجملته الاخيرة شعرت به وبثمالته.
خجل بخوف :اه طبعا اطلب اللى انت عاوزة.
الشيطان احضنينى ومن غير ولا كلمه.
بأرتعاش نفذت ما طلبة وهى تكاد تموت خجلاً....شعرت بيدة تعبث بملابسها وتتجراء عليها أكثر وما ان جاءت حتى تتحدث....فاُغلقت الستار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مدة ارتدت ملابسها وهى تبكى بشدة وهو ينظر لها بدون تعبير يظهر على وجهه.
الشيطان :اي كان اللى حصل...بس اللى حصل يثبت انك بقيتى مراتى قدام ربنا...احنا معملناش حاجة عيب ولا حرام.
شهقت ببكاء عنيف : انت مكنتش فى وعيك كنت سكران....معرفش انت كنت شايفنى اية ولا حتى شايفنى مين.
الشيطان :خجل دة حقى يا خجل اظن من اول جوزانا وانا مطلبتش بيه.....احنا معملناش حاجة غلط انتى مراتى.
قامت من مكانها وذهبت لغرفة دنيا استحمت ونامت بعد وصلة بكاء متواصلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى صباح اليوم التالى جاءهم المحامى وجلس وحوله الشيطان وخجل بأعينها المنتفخة وروح ورقية.
المحامى."بسم الله الرحمن الرحيم.....
#
#
#
#
#
تعليقات
إرسال تعليق